للشباب و الشابات الغير عاديين (1/3) !!!
إن مرحلة
الشباب هي أهم مرحلة في حياة الإنسان و هي مرحلة النشاط و الحركة و إثبات الذات و
تحديد الاتجاه و المصير.
ففيها يقف
الشاب و الشابة على مفترق طرق
فهي مرحلة
الحيرة و الضياع و التشتت لأنه يعيش في حياة مليئة بالصخب و هي أشبه ما يكون بسوق
الحراج أو المزاد العلني فالكل يدعوه لعنده و يغريه بشتى الوسائل و الحيل
و هنا
ينقسم– هذا التقسيم اعتباري خاص - الشباب و الشابات إلى أربعة تيارات:
- تيار تقليدي عادي
- و
تيار يميني معتدل
- و تيار
يميني متطرف
- و تيار
يساري
و يمكن جمع هذه التيارات بقسمين رئيسيين عادي و
هو التيار الأول وغير عادي و هم الثلاثة تيارات الأخيرة
و أود أن أبدأ
بالتيار الأخير و هو التيار الغير عادي اليساري
لخطورته
و هذا التيار ليس على مستوى واحد أيضاً فهناك
المعتدل و المتطرف و هناك من له خلفية فكرية و يدعوا لها - و هو أخطرهم - و هناك من يفعل ذلك تقليد أعمى نتيجة شهوة عابرة
و دعاة هذا
التيار كثر و هم الأشد صخباً و الأعلى صوتاً لأنهم مدعومين بآلة إعلامية ضخمة و
رأسمال ضخم و قوة كبيرة و وسائل إغراء متعددة تستهوي النفس الشهوانية .
و هم دعاة
التحرر من القيم و الأخلاق الفاضلة .
و دعاة الجري وراء صرعات الملابس و قصات الشعر
التي لا تناسب حضارتنا و قيمنا العربية و الإسلامية الأصيلة
و دعاة لفت
الأنظار بطرق غير صحيحة و مؤذية مثل التفحيط و غيره .
و هؤلاء
الدعاة عرفوا جيداً هذه المرحلة من مراحل العمر حيث يكون الشباب و الشابات كتلة من
الحماس و الشهوات و حب التميز و العطاء و رغبة جامحة في إثبات الذات و لفت الأنظار
.
و هؤلاء
الدعاة لا يهمهم سوى جيوبهم و شهواتهم و قد عرفوا نقطة ضعف الشباب فاستخدموا
النساء لتسويق منتجاتهم
و اسمحوا
لي يا شباب و يا شابات ممن وقعوا ضحية هؤلاء الدعاة ان أقول لكم و بكل ود و صراحة
:
إن من حقكم
إثبات ذواتكم و أن تكونوا رقماً و تتركوا بصمة في هذا المجتمع
و حقاً إن
المجتمع مقصر في حقكم فلم يوفر لكم الطرق المشروعة لإثبات ذواتكم
و بعض
الدعاة مقصرون بحقكم فلم يعرفوا لغتكم ليخاطبوكم بها لأن لكل جيل لغة خاصة به
يستوعبها .
و المنفرون
من الدين المنغلقون المتقوقعون يتحملون جزء من المسئولية في خطأكم أيضاً .
و لكن هذا
لا يعفيكم من المسئولية فقد منحكم الله العقل الذي تميزون به بين الخير و الشر
و العاقل قبل أن يسير في اي اتجاه يفكر فيه
جيداّ و لا يسير وفق عواطفه و شهواته و وفق ردات الفعل الاستفزازية و خاصةً عندما
يكون هذا الطريق مفصلي و محوري في حياته و بالتالي مصير أمته .
و قد سلكتم
الطريق الخاطئ للسعادة و إثبات الذات و التميز و خدعتم بالتنك المطلي الذي سينكشف
أمره عاجلاً ام آجلاً و لكن ربما بعد فوات الأوان .
و قد كانت
ردة فعل بعضكم من تصرفات بعض الدعاة الجفاة متطرفة فهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم و
فهموا الاسلام كما فهم أصحاب المناهج الوضعية لمناهجهم و شتان بين الاثنين
فالإسلام لا يعطي ثمرته المرجوة إذا لم يتغلغل
في أعماق النفس و إذا تغلغل تحول المسلم إلى كتلة من الرحمة و الأدب و اللطف و
الفطنة و الحكمة , و عندها ينظر الداعية إلى الغارق في الذنوب و المعاصي بعين
الرحمة فهو كالمريض الذي وقع ضحية ضعفه و محيطه الموبوء .
و العمر لا يتسع لهكذا تجارب و لو أمعنتم النظر
بما يدور داخل تلك المجتمعات التي سلكت هذا الطريق لاعتبرتم بدل أن تنخدعوا
فالعاقل من اتعظ بغيره .
و هذا
الطريق الذي سلكتموه يسبب لكم و لمجتمعكم الأضرار التالية:
- لا يرضي
حبيبكم محمد صلوات الله عليه لأنه يريدنا شخصيات مستقلة معتزة غير تابعة للغيرلأن
التقليد الأعمى في الملبس و غيره نوع من
أنواع التبعية الفكرية للآخر
فالسعيد و
الموفق من كان مظهره يليق بأحفاد صحابة رسول الله و على خطى الحبيب المحبوب صلوات
الله عليه .
- إتلاف
الكثير من أموالكم و أموال آباءكم .
- الإضرار
بسمعتكم وسمعة عائلاتكم لأنكم خالفتم قيم مجتمعكم العالية و استبدلتموها بأدنى
منها
قال الله تعالى ( أتستبدلون الذي هوأدنى بالذي
هو خير ) .
- و هذا لا
يناسب مجتمعكم المسلم الملتزم .
- و هذا يدل على انهزام فكري و حضاري فهل ترضون
بالهزيمة و أنتم الشجعان في التغيير و لكنكم استعملتموها في الطريق الخاطئ.
و يوجد
البديل فأنتم بين أيديكم ذهباً خالصاً في شكل سبائك و هو هذا الإسلام العظيم
و تمتلكون الشجاعة و الإرادة الكافية للتميز
فبإمكانكم أن تصنعوا من هذا الذهب قطع ذهبية مميزة و ملفتة للانتباه و مفيدة لكم و
لأمتكم أجمع بان تجسدوه على أنفسكم باعتدال و وعي و فهم و تذوق لمعانيه السامية - لا
كما فهمه الإرهابيون - فتسعدون به
و تكونون
نماذج غير عادية في هذا المجتمع الذي هو بأمس الحاجة إليها.
و عذراً إن
أخطأت التعبير فإني لا أبتغي إلا الخير لكم و أرجوا راحة قلوبكم و طمأنينة نفوسكم
و رفعة قدركم في مجتمعكم و جنة عرضها السموات و الأرض في آخرتكم .