إسقينى واشربى حتى الصبحُ المُنَسَمُ
……………….و ليكُن من شَهدِ شفتيكِ مَشربى
و سكونُ الليلِ يَسكرُ سهراً
……………….و مِنكِ لصمتِ السُكونِ مَهربى
إجمعى شتاتَ عاشقٍ مٌمَزَقُ
……………….و بعينيكِ إجمعى مَشرِقى و مَغرِبى
لملمينى و قولينى فأنا مُلَعثَمُ
……………….و كيف أقولُ و القولُ مُعذبي
القولُ فى حَرَمِ عينيكِ مُعَظَمُ
……………….و تتهشمُ الكلماتُ وتنثِرُ فى تـَقـَلُبى
فاقرأى عيناى فإنها تقولُ
……………….ما لا يقولهُ حيائى و تأدبى
ماذا أقولُ و كيف أبوحُ بمقتلى
……………….ألا تكفى نظراتُ ولعى و تقرُبى
نعم انا الفارسُ الشجاعُ المُتكَلِمُ
……………….و عيناكِ جعلتْ ذاكَ الفارسَ صبى
سحرُ عينيكِ جعلنى طفلاًَ
……………….فياوهلتى من ذاك السحرِ و تعجبى
أحاولُ مراراً و لا يُطيعَنى فمـى
……………….و ياله من عاصٍ أثارَ تعُصُبى
و كيف يقولُ و القولُ مُهشَمُ
……………….و ليتـَهُ باحَ و أراحَ تـَعَذبى
إسقينى وأشربى فالشربُ مُشَجِعى
……………….و أعزِفى صمتى وأمزجيه بالطربِ
أخرجى تلك النجومَ من ذاك الليل
……………….فأنتى نجومى و قمرى و كوكبى
خالفتُ كل قانونٌ و شرعٌ و مذهبُ
……………….و صرتِ عشقى و شرعى ومذهبى
أنتى المَلِكُ و السلطانُ فأمرى
……………….و انا المُطيع حتى حتفى و متربى
عينيكِ رسولة ُ الحُسنِ و رَمزُهُ
……………….و وَجهُكِ لإلهِ الجمالِ نبى
و فى من أقولُ و كل ما فيكِ يُسكِرُ
……………….و سكبني السُكرُ حتى عَشِقـُت مَسكَبى
قد كنتُ أترقبُ الحسنَ فى الوجودِ
……………….و راءيتـُكِ فأغمدتِ الحسن فى تَرَقبى
و حجبتُ بـِرمشى عن عينى سِحرُكِ
……………….فألقيتِ السحرَ على الحاجبِ
فأصبحتُ فى بحرِ عينيكِ غريق
……………….و غرستُ فى صلدِ الماءِ مخالبى
و كنتُ أحسَبُ أنى صخراً لايـذوبُ
……………….فأذابتنى عيناكِ و خـَابَ تَحَسُـبي
و غدوتُ لعجوزِ الكهفِ أستنجدها
……………….و شكوتـُ لها حُسنـَكِ و هو محببِ
فقراءتْ فنجانى و تأملتْ راحتى
……………….وقالت ويلتى و هذا القول مُرهِبـى
و أغمضتْ عينيها فى سُكنـَةٍ وتكتـُمِ
……………….وصاحَتْ و ذاك الصياحُ مُرعِبى
لا مفرٌ يا ولدى و لا مَهرَبُ
……………….و لا مُنجدٌ فيا عجبٍ على عجبى
و سلمتُ قلبى و أنا قيدُ الأسرِ
……………….و ملأتُ كتبى شعراً و مكتبى
وإسقِنى و أشربى من كأسِ الهوى
……………….و زيدى قرباً يافتنتى على تـَقرُبـى